بداية السلام عليكم اخواني القائمين على اثراء هذا الموقع التوعوي الذي يرتقي بفكر رواده الى ارقى المستويات لتصحيح كل لبس اثر على صفو النفس وكدر بذلك تقدم الفرد تقدما ايجابيا كـ غيره من الافراد.
وكذلك وفقكم الله لما فيه خير وصلاح للأمة الاسلامية.
أنا شاب مضى من عمري 25 عاما قد منَّ الله علي بكثير من نعمه.
ولكني اعاني من مشكلة قد انهكة كافة قواي ولم اعد اقدر على التواصل مع احد بداية هذه المشكلة كانت عندما كنت ادرس في الجامعة وتحديدا في السنة الثانية لاحظت اني لا استطيع التواصل بالعين
واصاب برجفة وخفقان وتلعثم في الكلام وتقطع في النفس وتعرق شديد.
والمشكلة الكبرى ان هذه الحالة انتقلت معي من الجامعة الى اصدقائي واسرتي فأصبحت انسان انطوائي لا اكلم احد سوا اشخاص من وراء شاشة الكبيوتر
وعندما اواجه نفسي بهذه المشكلة واحاول تخطيها بالعلاج المعرفي السلوكي لكي اتجنب المشكلة تتغير ملامح وجهي وعيناي وتختلط مشاعر الفرح في وجهي الى مشاعر سلبية فسرعان ما اهرب من المواجهة حاولت مرارا وتكرارا لكن لم انجح خسرت الكثير من علاقاتي الاجتماعية
والطامة الكبرى اني كنت في السابق انسان اكثر من اجتماعي لدرجة الجرأة ومرح.
وكنت اسمع الناس يمدحونني بأني مرح وقريب من القلب والان حال الويل حالي واخيرا جزاكم الله خير انوه على عدة اسباب قد تكون اثرت على شخصيتي وان لم تكون هي بعينها التي اثرت
1.اجلس في غرفتي مابين 12 الى 15 ساعة متواصلة في استخدام الانترنت لا اختلط طوالها مع احد ولا اكلم احد سوا عبر مواقع التواصل
2.اتناول كافة الوجبات في غرفتي كي لا اذهب من امام الكمبيوتر
3.واخيرا مع ثقتي التامة بأن العين والحسد حق فأني اتذكر بأنني مرارا يجيء اللي اشخاص يقولون لي ان عيناك جميلتان.
وكنت اسمع زميلاتي وزملائي ايام الدراسة يلتفتون الى عيناي.
ومن ذلك الحين ايضا وانا لا استطيع التواصل بالعين وتتغير ملامح وجهي بشكل سلبي. جزاكم الله خير ان تساعدوني للتخلص من هذا الهم
أهلا وسهلا بك يا أخي الفاضل:
أشكرك في البداية على عباراتك الرقيقة وثقتك الغالية والكبيرة في موقعنا المستشار وأحيك على فصاحتك اللغوية في الكتابة وتوصيفك للحالة التي تعانى منها.
الأخ الكريم في البداية مشكلتك عبارة عن وساوس ورهاب اجتماعي وأعراضه كما ذكرتها من تعرق وتلعثم في الكلام ورجفة وغيرها من أعراض تصاحب القلق والتوتر.
ولكن المشكلة أيضا تطورت وأخذت بعد آخر مصاحب للمشكلة الأصلية ألا وهي إدمانك للانترنت.
فأصبحت تلازم الحجرة مابين 12-15 ساعة حتى تناولك للطعام يتم داخل الغرفة خوفا من تركك للانترنت.
وهذا له تأثير سلبي للغاية على حالتك لأنه يزيد من وحدتك وتعاملك من وراء الحاجز النفسي للناس عبر شاشات الكمبيوتر.
الأخ الكريم أنا أرى أن محاولاتك لنفسك من خلال العلاج المعرفي السلوكي لم تأت بنتائج لأنك غير متمرس ولا مدرب على هذا العلاج.
وحتى لو كان ذلك لابد من العلاج على أيدي المتخصصين لذا نصيحتي لك بالتوجه إلى الاختصاصي النفسي لتقييم حالتك.
وأنصح بالعلاج النفسي الجماعي مع العلاج المعرفي السلوكي لأنك تحتاج أيضا تدعيم نفسي قوى للإقلاع عن إدمان الانترنت لأنه يدعم وحدتك ويزيد من عزلتك عن الآخرين وشلل حركتك الاجتماعية.
واعلم جيدا أن كل شيء في البداية يحتاج من السعي والصبر والإصرار حتى نصل إلى الهدف المنشود وهو شفائك بإذن الله تعالىز
فأنت تحتاج إلى من يفكر معك بأسلوب علمي متخصص للخروج من وحدتك والاندماج مرة أخرى مع البيئة المحيطة بك.
تمنياتي لك بالشفاء العجل والعودة إلى شخصيتك السابقة وأفضل بإذن الله تعالى.
لك منى ومن أسرة الموقع كل التحية والتقدير وعلى أمل التواصل معنا في وقت قريب لنطمئن على النتائج العلاجية الايجابية التي توصلت إليها بإذن الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكاتب: د. أحمد فخري هاني
المصدر: موقع المستشار
